عندما أتذكر بأن أبنائنا الكويتيون البدون يحتاجون الى دعم معنوي يسرح خيالي بعيدا الى فترة ماقبل الثمانينات عندما كان التعليم مجاني وكانت الحكومة في ذالك الوقت تستثمر الطالب الكويتي البدون فعندما ينهي الثانوية العامة يحق له دخول الجامعة ومن يتخرج من الجامعة يحصل على الجنسية الكويتية وكان في ذالك الوقت أستفاد من هذا البند الجميل الكثير من البدون واليوم نتحسر على تلك الايام التي كانت بالامس رهينة العلم والكفاح
لدرجة أن معظم شباب البدون كانوا يدرسون تحت أنوار بما يسمى الخط السريع أو ((طريق فيصل بن عبدالعزيز))وتجدهم في ذالك الوقت مجموعات كثيرة وتشاهد هذه الظاهرة خلال الفترة الاخيرة من الثانوية العامة
فعندما تنتهي الامتحانات يجمع الشباب البدون ثمرة الدراسة والسهر
والمعاناة بالنجاح وأي نجاح تفوق منقطع النظير
وكان معظمهم يتجه إما الى الجامعة أو كلية أو ماشابه ذالك
حتى أن معظمهم لايفكر بالاتحاق بالجيش ولم يلتحق بالجيش
من حملة الثانوية العامة إلا القليل القليل
لانه يرى المستقبل في الدراسة والجيش لحملة الشهادات
المتوسطة والابتدائي!!!!
الى أن صار البدون يتعلمون في المدارس الخاصة وهو مايعد نكبة لهم ولاحلامهم
حيث أن تعليم اليوم ليس كتعليم الامس والمدارس مجرد أستثمار للحس مافي الجيوب والمدرسون الذين كان بالامس
يختلفون أختلاف كلي
فبالامس يتعاقد أولياء أمورنا رغم أميتهم بالتعليم ومعرفة مدى أهمية العلم
مع المدرس بأن لك اللحم ولنا العظم
وكان الطلبة البدون يستفيدون من هذه الاقوال لانه يعرف أن عاد بلحمة فلن يسلم من والده
وعصاه السحرية فيستلطف عصى المدرس وأن يعود عضما على أن يعود لحما
لانه في النهاية سيبني لحمه من جديد
اليوم يفرض واقعنا الاليم بأن اللحم والعظم للزمن والمدارس التي بنيت على ظهور البدون ولن يتبقى لنا ولا لاولياء
أمورنا سوى الحسرة والالم فقد كنا بالسابق نفرح
وكل من في البيت بتخرج ولده أو حتى بنته من الثانوية العامة
واليوم قد تقتل الفرحة حتى في نفس صاحبها لان
مصيره كحال أخوه أو أخويه أو أخوانه يتخرج ثم
يذهب ليعمل وسيكون محظوظا إن عمل في محل لبيع الهواتف
أو في شركة تحت بند المكافأت وتفوق أبنائنا له شواهد وهو الان الجامعة العربية المفتوحة التي خرجت الكثير
من البدون بأمتياز مع مرتبة الشرف ولكن يبقى الحال كما هو عليه
نحن نقول يجب أن يستفاد من نجاح الطلبة الكويتيون البدون وأن يستفاد من طاقاتهم الا محدودة والتي تعد أستثمار بشري تستفيد منه الدولة أفضل من أن يكون مهدور الطاقة والشباب
أخيرا أقول بالعامية شباب الكويتيون البدون فيهم الخير والبركة وخلوا دهينتنا بمكبتنا