بدون غريب في وطنه
من أين نبدأ ومن أين ننتهي مع قضية غير محددي الجنسية!! لقد حارت الكلمات وجفت ينابيع الأمل مع هذه القضية الشائكة ولا حياة لمن تنادي، لكن يجب ان نكون على يقين بأنه في نهاية كل نفق مظلم بصيص من النور سيقودنا بإذن الله تعالى إلى مستقبل جديد، وقد قيل من قبل ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل، لقد كتبنا وتكلمنا نحن وغيرنا في هذه القضية الإنسانية رغبة في ايجاد الحلول ورفع الظلم عن كل مظلوم، فالظلم ظلمات يوم القيامة، ولكننا مهما تكلمنا وكتبنا فإننا لن نصل إلى المعاناة التي يشعر بها اخواننا البدون لأنهم هم وأهلهم أولادهم نعم هم وحدهم يعيشون المأساة كل يوم، بل كل لحظة بكل تفاصيلها، لذلك أترككم مع رسالة وصلتني عن طريق البريد الالكتروني والتي تعبر عن عمق المأساة والألم اللذين يشعر بهما الاخوان البدون في وطنهم:
اذكر صديقا هاجر إلى بريطانيا وبعد قبوله المبدئي طلبوا منه توكيل محام للدفاع عنه وحصوله على حق اللجوء الرسمي كما هو متبع هناك، فلما ذهب للمحامي اعتذر من ان يترافع عنه بسبب جهله بالقضية، وبالحاح واصرار من صاحبنا طلب المحامي مهلة اسبوع للموافقة على استلامه القضية، وبعد ثلاثة أيام اتصل المحامي بصاحبنا وطلب حضوره بسرعة، وعندما التقى به قال المحامي ان هذه القضية تهز الشعوب وتطيح بالحكومات لان فيها الكثير الكثير من انتهاك حقوق الإنسان. واكمل المحامي: فقد بحثت عن القضية بالانترنت ووجدت شيئا مؤلما لا استطيع وصفه من حرمان وانتهاك لابسط حقوق الإنسان، خصوصا ما يتعلق بالبدون الكويتيين.
فقبل قضيته مباشرة وترافع عنه ولم يأخذ منه باوندا واحدا، فلتحيا الديموقراطية.
وهنا كل يوم يظهر لنا أحد الاعضاء العنصريين ليمطروا البدون بوابل من القذائف والسب والشتم الذي يسم الابدان والعقول.
المشكلة يا جماعة تتوارث من جيل إلى جيل فقد وصلنا للجيل الخامس من ابنائنا ولا يوجد حل، بل لا يوجد أمل في حل قريب أو بعيد، فأنا انظر إلى ابنائي ويعتصر قلبي الألم كل لحظة بسبب انهم لا يعرفون مصيرهم ومستقبلهم، فهم الآن بالمرحلة الثانوية وبعضهم سينهي الثانوية هذا العام ولا يعرف ما هو المستقبل فهو مجهول له كما كان مجهولا لابيه ولجده.
لذلك لا بد ان يأخذ المسؤول على اسرته مبدأ «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ويضحي بالغالي والنفيس من أجل مستقبل الابناء، فهم امتداد له، ولا يبقى مكتوف الايدي يجتر آلامه كل يوم، فأنا اعيش حياة من التناقض الممزوج بالاسى لما آلت اليه الأمور، واحس بذلك الألم غير المعلن من الابناء فيزيدني الما وحسرة على «العمر اللي راح».
فالقضية أصبحت كرة ثلج وجريمة مع سبق الاصرار والترصد بحق هؤلاء الابرياء والاطفال والآباء والأمهات من دون سبب يذكر، فقط العنصرية والحسد، فما ذنب طفل عمره 10 سنوات أو 11 سنة يبيع الخضرة والفاكهة عند مدخل المنطقة من الساعة 9 صباحا إلى 10 ليلاً أي ما يقارب 13 ساعة يوميا، وهو يقف على رجليه ووجهه أسود وشفتاه مبيضة من التعب ويأكل ويشرب بالشارع بهذه الظروف الجوية الصعبة؟ «من يتحمل ذنب هذا الطفل وغيره؟» وايضاً امرأة تبيع بعض الآلات الموسيقية القديمة «الربابة» اراها كل يوم من الصباح إلى المساء تجلس على الطريق ولا يحيط بها غير الاتربة وطفلها الصغير الذي كتب عليه البقاء معها.
هل يرضى العقلاء والمتدينون والمثقفون واصحاب اللحى والذين يتشدقون يوميا بالقنوات الفضائية بهذا الظلم الواقع على اخوانهم؟ فاذا كانوا لا يعلمون ولا يعرفون شيئا عنهم فتلك مصيبة، واذا كانوا يعرفون فالمصيبة اعظم والله سيسألهم يوم القيامة عن مشاركتهم بالظلم لنا «يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم» فهو رؤوف رحيم وشديد العقاب ايضاً.
ما زال بالخاطر كلام كثير كثير، وما زال بالحلق غصة تكاد تخنق انفاسي ولكن لا بد من الابتسامة في وجوه الابناء والاسرة والاطفال الصغار الابرياء والملائكة والذين لا ذنب لهم سوى انهم بدون.
المهندس/ عدنان عويد الهذال
المحررة: قضية البدون كرة ثلج تتدحرج لا تعرف عواقبها حتى الآن. المهم في كل ذلك ذنب الطفولة الذي بدأ يكبر ويتفاقم يوماً بعد يوم.. فهل من مجيب؟!
اذكر صديقا هاجر إلى بريطانيا وبعد قبوله المبدئي طلبوا منه توكيل محام للدفاع عنه وحصوله على حق اللجوء الرسمي كما هو متبع هناك، فلما ذهب للمحامي اعتذر من ان يترافع عنه بسبب جهله بالقضية، وبالحاح واصرار من صاحبنا طلب المحامي مهلة اسبوع للموافقة على استلامه القضية، وبعد ثلاثة أيام اتصل المحامي بصاحبنا وطلب حضوره بسرعة، وعندما التقى به قال المحامي ان هذه القضية تهز الشعوب وتطيح بالحكومات لان فيها الكثير الكثير من انتهاك حقوق الإنسان. واكمل المحامي: فقد بحثت عن القضية بالانترنت ووجدت شيئا مؤلما لا استطيع وصفه من حرمان وانتهاك لابسط حقوق الإنسان، خصوصا ما يتعلق بالبدون الكويتيين.
فقبل قضيته مباشرة وترافع عنه ولم يأخذ منه باوندا واحدا، فلتحيا الديموقراطية.
وهنا كل يوم يظهر لنا أحد الاعضاء العنصريين ليمطروا البدون بوابل من القذائف والسب والشتم الذي يسم الابدان والعقول.
المشكلة يا جماعة تتوارث من جيل إلى جيل فقد وصلنا للجيل الخامس من ابنائنا ولا يوجد حل، بل لا يوجد أمل في حل قريب أو بعيد، فأنا انظر إلى ابنائي ويعتصر قلبي الألم كل لحظة بسبب انهم لا يعرفون مصيرهم ومستقبلهم، فهم الآن بالمرحلة الثانوية وبعضهم سينهي الثانوية هذا العام ولا يعرف ما هو المستقبل فهو مجهول له كما كان مجهولا لابيه ولجده.
لذلك لا بد ان يأخذ المسؤول على اسرته مبدأ «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ويضحي بالغالي والنفيس من أجل مستقبل الابناء، فهم امتداد له، ولا يبقى مكتوف الايدي يجتر آلامه كل يوم، فأنا اعيش حياة من التناقض الممزوج بالاسى لما آلت اليه الأمور، واحس بذلك الألم غير المعلن من الابناء فيزيدني الما وحسرة على «العمر اللي راح».
فالقضية أصبحت كرة ثلج وجريمة مع سبق الاصرار والترصد بحق هؤلاء الابرياء والاطفال والآباء والأمهات من دون سبب يذكر، فقط العنصرية والحسد، فما ذنب طفل عمره 10 سنوات أو 11 سنة يبيع الخضرة والفاكهة عند مدخل المنطقة من الساعة 9 صباحا إلى 10 ليلاً أي ما يقارب 13 ساعة يوميا، وهو يقف على رجليه ووجهه أسود وشفتاه مبيضة من التعب ويأكل ويشرب بالشارع بهذه الظروف الجوية الصعبة؟ «من يتحمل ذنب هذا الطفل وغيره؟» وايضاً امرأة تبيع بعض الآلات الموسيقية القديمة «الربابة» اراها كل يوم من الصباح إلى المساء تجلس على الطريق ولا يحيط بها غير الاتربة وطفلها الصغير الذي كتب عليه البقاء معها.
هل يرضى العقلاء والمتدينون والمثقفون واصحاب اللحى والذين يتشدقون يوميا بالقنوات الفضائية بهذا الظلم الواقع على اخوانهم؟ فاذا كانوا لا يعلمون ولا يعرفون شيئا عنهم فتلك مصيبة، واذا كانوا يعرفون فالمصيبة اعظم والله سيسألهم يوم القيامة عن مشاركتهم بالظلم لنا «يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم» فهو رؤوف رحيم وشديد العقاب ايضاً.
ما زال بالخاطر كلام كثير كثير، وما زال بالحلق غصة تكاد تخنق انفاسي ولكن لا بد من الابتسامة في وجوه الابناء والاسرة والاطفال الصغار الابرياء والملائكة والذين لا ذنب لهم سوى انهم بدون.
المهندس/ عدنان عويد الهذال
المحررة: قضية البدون كرة ثلج تتدحرج لا تعرف عواقبها حتى الآن. المهم في كل ذلك ذنب الطفولة الذي بدأ يكبر ويتفاقم يوماً بعد يوم.. فهل من مجيب؟!
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=19062009