وفد منظمة اللاجئين الدولية الزائر لـ القبس:
حل قضية «البدون» سهل ممتنع وقد يحدث فجأة
كتب فهد القبندي:
وصف وفد من منظمة اللاجئين الدولية حل قضية البدون في الكويت بأنه سهل ممتنع.
وأكد كل من ماورين لنش ومايكل سكوت في لقاء مع «القبس» امتلاك الكويت «الموارد» الكافية التي تمكنها من حل المشكلة، لكن العقبات الأخرى والخوف من اختلال التركيبة السكانية أبرز المعضلات، حسبما نقلت إليهما الحكومة الكويتية.
ويقر كل من لنش وسكوت بعدم وجود تقدم حقيقي لحل المشكلة في الكويت، لكنهما يتمتعان بنظرة تفاؤل تدفعهما إلى الاعتقاد أن إنهاء المشكلة ليس مستحيلاً.. وبمبالغة يقولان «قد يأتي الفرج غداً».
وينظر لنش وسكوت إلى البدون في العالم نظرة واحدة فهم أشخاص ليس لهم علاقة قانونية مع حكومة، لكن من حق أطفالهم أن يحملوا شهادة ميلاد تحمل أسماءهم وتمنحهم الحق في الحياة.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• منذ زيارتكما العام الماضي ولقائكما مع الحكومة الكويتية ماذا استجد لحل قضية البدون؟
ـــ ماورين: لا يوجد تقدم حقيقي في أوضاع البدون من حيث نتابعها، رغم اننا سمعنا عن حالات وأمور تطورت بشكل إيجابي ولكن بشكل عام لا يوجد تقدم لحل قضية البدون في الكويت.
• هل أنتما هنا لمقابلة الحكومة؟
ـــ ماورين: نعم جزء من زيارتنا لتفعيل ما تناولناه في الزيارة السابقة التي كانت تهدف إلى معرفة الأوضاع وإدراكها.
منظمات المجتمع
• ما الأطراف الأخرى التي تهدفون إلى لقائها؟
ـــ ماورين: بالإضافة إلى معرفة موقف الحكومة نقابل ممثلي منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني.
• أمضيتما أسبوعاً في الكويت فهل حققتما خلاله أهدافكما؟
ماورين: اعتقد بوجود عدد من المهتمين بتحسين أوضاع البدون وما يحتاجونه هو متابعة التذكير والضغط بقوة على الحكومة فزيارة أو اثنتان ليستا بالكافية للضغط.
• هل تطرقتما إلى توجه بعض المحامين لنيل حق البدون في استخراج شهادات الميلاد من خلال القضاء؟
ماورين: هذه القضية تقع ضمن اهتماماتنا في «اللاجئين الدولية»، فمن حق كل طفل في أي موقع في العالم أن يكون له اسم وهوية وجنسية وحق التعليم حتى مستوى معين وهذه «حقوق»، والكويت توفر لكل طفل شهادة ميلاد تحتوي على اسميّ الوالدين ويوم الميلاد ومكان الولادة، وأيضاً اسم المولود، وهذه مهمة لأننا من خلال لقاءاتنا مع بعض جماعات البدون علمنا أنهم يتسلمون ورقة ولكنها لا تحتوي بالضرورة على اسم الطفل.
فئة واحدة
• من خلال متابعتكما هل تنظرون إلى جميع البدون على أنهم فئة واحدة؟
ماورين: بمتابعتنا لأوضاع «عديمي الجنسية» في العالم فإن الامم المتحدة تعرفهم بأنهم الأشخاص المنعدمو الصلة القانونية بأي حكومة بالتالي فاننا ننظر إليهم على أنهم «عديمو الجنسية» طالما أنهم يفتقدون للعلاقة القانونية مع الدولة، وقيل لنا في الكويت بوجود بعض البدون المشمولين باحصاء 1965.
أدوات ضغط
• ما أدوات وأساليب الضغط المتبعة للتعامل مع الحكومات؟
سكوت: حاولنا خلال زيارتنا الالتقاء بجميع المعنيين في الدولة بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمة النشطين في هذه القضية، ومنظمات المجتمع المدني.
هناك أدوات ضغط داخل الكويت كما أن هناك الرأي العام العالمي. فمنظمتنا تتواجد في واشنطن فلدينا امكان الحوار مع الخارجية الأميركية وخاصة ادارة شؤون اللاجئين وعديمي الجنسية والهجرة، والمنظمة أيضاً على اتصال دائم مع الجهات المعنية بالأمم المتحدة في نيويورك وجنيف وأيضاً في الكويت، فهناك جهات ضغط عديدة ونحاول العمل مع الجميع، وقد يكون هناك عمل متزايد الآن.
إلا أن خصوصية المشكلة في الكويت نظراً للموارد الهائلة والموقع الخاص في العالم الاقتصادي فيكون هناك ضوء مسلط على الكويت في ظل امتلاكها امكانات كبيرة للتحرك لحل المشكلة بشكل نهائي لكن الأمر كما في القول العربي «سهل وممتنع» فهناك عوامل سهولة وعوامل تمنع اقليمية ودولية وداخلية، فليست المشكلة سهلة، ومن ناحية الحقوق فإنهم يستحقون جميع الحقوق.
ردود
• ما أبرز ردود الحكومة الكويتية للتأخر في الحل؟
ــ سكوت: هناك 3 ردود بارزة أولها الوضع الاقتصادي ورغم وجود موارد هائلة فإنهم متخوفون من ادخال 100 ألف نسمة مع حقوقهم الصحية والتقاعد.. وجميع الفوائد المترتبة على تجنيسهم، فالخوف هو من توزيع حصص لناس أكثر.
الأمر الآخر ان فتح الباب سيبدأ معه موجة من القادمين إلى الكويت يطلبون الجنسية.
والموضوع الآخر هو تملك الدولة لبيانات تثبت ان جزءا كبيرا من «البدون» هم جنسية ثانية في المنطقة، ولا يستحقون الجنسية الكويتية.
وأخيرا الوضع الأمني الذي قد يؤثر على التركيبة السكانية بشكل يجعل الوضع ضعيفا أمنيا.
تعامل
• ما تقييمكم لطريقة التعامل الحكومية مع القضية؟
ــ ماورين: ضيافة كريمة واستعداد لا حدود له للاستماع للآراء، لكن خلال السنة المنصرمة لم نر أي تقدم.. فقط حديث جميل من دون عمل واقعي.
• ألا تعتقدون بوجود حلول قريبة للمشكلة؟
ــ ماورين: هناك حالات رأيناها بإمكانية تغير اوضاع عديمي الجنسية بين ليلة وضحاها نتيجة لقرار محكمة أو تغيير في سياسة دولة، أو يأتي شخص بإرادة لحل المشكلة بالاضافة الى الظروف المحيطة، فقد علمنا في الكويت عن وجود قوانين جديدة معروضة على مجلس الأمة ووضع «البدون» سيكون بارزا أكثر من ذي قبل، وهناك اقتراحات بإعطائهم حقوقهم المدنية والاجتماعية من دون منحهم الجنسية الكويتية.
فإن تحرك البرلمان وتابعته تغطية صحفية محلية وتحرك دولي من الأمم المتحدة وفي واشنطن فكل هذه الامور يمكن ان تحقق شيئا فليس مستحيلا ان يكون الحل غدا، فنسمع من «البدون» تشاؤما عميقا ويأسا ووضعا محزنا مما في داخلهم من كبت وغضب لعدم حل المشكلة وهذا سبب الحاجز أمام تحسين اوضاعهم ونيلهم حياة كريمة.. التفاؤل صعب لكن من خبراتنا في مواضع أخرى من العالم تتغير الاوضاع بشكل مفاجئ.
حقوق الكويتية
دعت مورين الكويت الى مراجعة قانون الجنسية ليتمكن ابناء الزوجة الكويتية من الحصول على الجنسية عن طريق الام.
عديمو الجنسية والإرهاب
قال سكوت ان الكونغرس ناقش في يوليو الماضي مقترحا بشأن عديمي الجنسية في العالم، حيث يقدر عددهم بعشرة ملايين نسمة، واوضح ان المقترح يطلب تقارير سنوية لمتابعة اوضاع «العديمين».
وبيّن ان الاهتمام الاميركي مرتبط بقضايا الارهاب في العالم، قائلا: ان انعدام الامل لديهم يعرضهم لاغراءات من قبل جماعات مشبوهة للقيام بأعمال مشبوهة.
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=22082008
مايكل سكوت
ماورين لنش